المجد الضائع...تاريخ الدولة الأندلسية....عصر ملوك الطوائف

المجد الضائع

الجزء الأول: تاريخ الدولة الأندلسية

العصور و الدويلات

1- فتح الأندلس
2- عصر الولاة
3- الدولة الأموية بالأندلس
4-عصر ملوك الطوائف

اثنتين وعشرين دويلة ونظرة عامة إلى واقع الفُرقة


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


اهلا بكم في خامس حلقة من حلقات الأندلس الضائع....و كنا قد توقفنا عند موت الحاكم الطائش عبد الرحمن بن محمدالعامرى (آخر خلفاء الدولة الأموية العامرية) و كانت قد بدأت فترة الفتنة الكبرى و التمزق الأموي من 399-422 هـ, فحدث انهيار مروّع وانفرط العقد تمامًا في أرض الأندلس.....حتى اعلن وزير الدولة في ذلك الزمان أبو الحزم بن جهور السقوط الرسمي اللدولة الأموية بالأندلس عام 422 هـ، وكان هذا الإعلان بمثابة إشارة البدء لكل أمير من أمراء الأندلس الذين كانو قد اسسوا دويلاتهم الصغيرة على أملاكهم ومقاطعاتهم, ليتجه كل واحد منهم إلى اعلان القيام ا لرسمي لدويلته و تنصيب نفسه اميرا على مقاطعته منفصلا عن باقي الدويلات و المقاطعات، ويؤسس أسرة حاكمة من أهله وذويه.....

ليبدأ من هذه النقطة عصر ملوك الطوائف بالأندلس ( 422 - 484 هـ )

(بعض المراجع التاريخية تشير الى ان الحقبة التاريخية لعصر الطوائف هي ( 400 - 484 هـ ) أي قبل اعلان سقوط الدولة الأموية).






خريطة توضيحية لتوزيع أهم دويلات الطوائف على وسط و جنوب الأندلس


و قد بلغت تلك الأسر الحاكمة أكثر من عشرين أسرة أهمها:


1- بنو عباد بإشبيلية (414هـ - 484هـ).
وهم من أهل الأندلس الأصليين الذين كان يطلق عليهم اسم المولدين، وقد أخذوا منطقة إشبيلية.

2- بنو جهور فى قرطبة (422هـ - 449هـ).
وهم الذين كان منهم أبو الحزم بن جهور زعيم مجلس الشورى، وقد أخذوا منطقة قرطبة وسط الأندلس.

3- بنو حمود بمالقة (407هـ - 449هـ).

4- بنو زيرى بغرناطة (403هـ - 483هـ).
وهم من البربر، وقد أخذوا منطقة غرناطة، وكانت إشبيلية وغرناطة في جنوب الأندلس.

5- بنو هود بسرقسطة (410هـ - 536هـ).
وهؤلاء أخذوا منطقة "سَرْقُسْطَة" - الثغر الأعلى -، تلك التي تقع في الشمال الشرقي.

6- بنو رزين بالسهلة (402هـ - 497هـ).

7- بنو ذى النون بطليطلة (400هـ - 478هـ).
كانوا أيضا من البربر، واستوطنوا المنطقة الشمالية والتي فيها طليطلة وما فوقها - الثغر الأوسط -.

8- بنو الأفطس فى بطليوس (413هـ - 487هـ).
وكانوا أيضا من البربر، وقد استوطنوا غرب الأندلس، وأسسوا هناك إمارة بطليوس الواقعة في الثغر الأدنى.



وهكذا قسمت بلاد الأندلس إلى ثمانية أقسام شبه متساوية، كل قسم يضم إما قبيلة من البربر، أو قبيلة من العرب، أو أهل الأندلس الأصليين، او آخرون......بل إن كل قسم أو منطقة من هذه المناطق كانت مقسمة إلى تقسيمات أخرى داخلية، حتى وصل تعداد الدويلات الإسلامية داخل أراضي الأندلس عامة إلى اثنتين وعشرين دويلة، وذلك رغم وجود ما يقرب من خمس وعشرين بالمائة من مساحة الأندلس في المناطق الشمالية في أيدي النصارى.


ولعل من أهم مظاهر عصر ملوك الطوائف أنه عصر الاضطراب والفوضى والفتن، وكانت فرصة سانحة لكى يقوى شأن النصارى الإسبان، وخاصة عندما كان يستعين بهم ملوك الطوائف فى صراعاتهم مع بعضهم البعض، وكان ألفونس أمير النصارى يفرض إتاوات على بعض الإمارات التى تطلب مساعداته، وأكثر أمراء هذه الدول لا يستحقون الذكر لأنه لم تكن لهم أى أعمال جليلة قاموا بها، ما عدا دولة بنى عباد التى أسسها القاضى محمد بن عباد بأشبيلية، فهى أكبر دولة فى دول ملوك الطوائف، وقد حاول ابن عباد أن يلم الشمل ويعيد القوة من جديد للمسلمين فى الأندلس فى مواجهة تنامى قوة النصارى الإسبان، ولما رأى ملوك الطوائف يستعينون بالنصارى ضد بعضهم البعض قال لهم كلمته المشهورة:"لأن أرعى الجمال فى صحراء العرب خير من أن أرعى الخنازير فى قشتالة"، ولذك تستحق دولة بنو عباد أن نشير لهم و لملكهم فهي خير دولة في عصر ملوك الطوائف.


في الحلقة القادمة نتعرف الى دولة جديدة قامت على أنقاض دول الطوائف و كيف انتقل الحكم اليها.